بعد أن عاد لين تيان من عالم البوابة الثانية، وقف أمام الشيخ، الذي أشار إلى جدار حجري خلفه، عليه رمز دائري يتحرك ببطء، كأنه ساعة لا تنتمي لهذا العالم.
قال الشيخ بصوت مرتجف: "البوابة الثالثة… بوابة الزمن المنكسر. لا يدخلها إلا من تخلّى عن ماضيه، أو واجه مستقبله."
اقترب لين تيان، وكل خطوة كانت تُشعره بثقل لا يُحتمل، كأن كل لحظة من حياته تُعاد أمامه.
فتح البوابة، فاندفع ضوء فضي، وسُحب داخله كأن الزمن نفسه ابتلعه.
استيقظ في مكان غريب… قرية تشينغ يون، لكنها مختلفة. الناس لا يعرفونه، والسماء صافية بلا بوابات.
رأى نفسه طفلًا، يجري خلف مو يان الصغيرة، يضحك بلا خوف.
ثم رأى نفسه شابًا، قويًا، يقود الحراس، ويحمل رمحًا من نور.
ثم… رأى نفسه عجوزًا، وحيدًا، يجلس أمام بوابة مغلقة، يبكي.
ظهر صوت داخلي: "هذا هو زمنك… كل اختيار تصنعه الآن، سيغير هذه الصور."
ظهر أمامه كيان غريب، نصفه رجل ونصفه آلة، يحمل ساعة ضخمة على صدره.
قال الكيان: "أنا حارس الزمن… إن أردت عبور البوابة، يجب أن تهزمني… لا بسلاح، بل بقرار."
رفع يده، وبدأ الزمن يتشقق حول لين تيان، فظهرت نسخ منه من كل لحظة عاشها… كلهم يصرخون، يلومونه، يخافونه.
تجمّد لين تيان، لكنه تذكّر كلماته في البوابة الثانية:
"لن أكون أداة… سأكون سيد البوابة."
صرخ: "أنا من يختار! أنا من يصنع الزمن، لا من يُسحق تحته!"
اختفت النسخ، وتوقفت الساعة، وبدأ الكيان يتلاشى.
قال له قبل أن يختفي: "لقد كسرت الزمن… لكنك الآن مسؤول عن إعادة بنائه."
خرج لين تيان من البوابة الثالثة، وعيونه تتوهج بلون فضي، مختلف عن كل ما سبق.
نظرت إليه مو يان، وقالت: "لقد تغيرت… والبوابة الرابعة ليست بوابة… إنها أنت."
— نهاية الفصل الخامس —