Ficool

Chapter 1 - الفصل الاول

الفصل الأول: ناجي البوابة

منذ ما يقارب ثلاثين عامًا، لم يعد العالم كما كان.

ظهرت الأبراج فجأة، دون إنذار، وكأنها غُرست في قلب الواقع نفسه.

دخلها البشر… فهموها جزئيًا، وتأقلموا معها بسرعة فاقت التوقعات.

نظام البرج كان يشبه الألعاب، لكنه لم يكن بسيطًا كما صوّرته الروايات.

لم تكن القدرات بلا حدود، ولم يكن الجميع متساوين.

لكل شخص سقف… حد لا يمكن تجاوزه.

ومع ظهور البوابات، ظهر اصحاب القدرات.

تأسست جمعيات الصيادين، ثم النقابات، بل وحتى الأكاديميات المتخصصة في تدريبهم.

كانت البوابات نعمة ونقمة في آنٍ واحد؛ فقد ساهمت في تطور البشرية، لكنها حملت معها خوفًا دائمًا من الانفتاح غير المتحكم به… ومن الصدوع.

حاول البشر تسلق البرج مرات لا تحصى.

ومن أصل مئة طابق، لم يصلوا إلا إلى الطابق الأربعين.

ولم يكن ذلك بسبب ضعفهم.

بل لأن البرج كان… غريبًا بحق.

فبعد الطابق الخامس والعشرين، لم تعد التحديات اختبارات أو محنًا.

بل تحولت إلى بلاد وقارات كاملة متصلة بالبرج.

التقى البشر ببشر من أبعاد أخرى.

بأعراق لم تكن سوى خيال: الإلف، الأقزام، الجنيات…

لم يعد الأمر وحوشًا فقط، بل حضارات كاملة، وتواريخ جديدة أضيفت إلى هذا العالم.

خرج سكان البرج إلى الأرض، التي كانت يومًا ما عادية.

وتشكل مجتمع جديد بالكامل.

عمل الأقزام بالحِرف والتجارة.

قامت إمبراطوريات وممالك بطابع فيكتوري، بسحرها وفرسانها.

ظهر عالم الموريم بطوائفه وفنونه القتالية.

حتى الإلف…

زرعوا بذرة شجرة العالم، وأسسوا دولتهم الخاصة على الأرض، منعزلين بين موطنهم الأصلي في البرج وأرضهم الجديدة.

وهكذا، بعد قرابة عشرين عامًا، وُلد العالم الجديد.

انتهت المقدمة.

الفصل الأول: ناجي البوابة (تعريف)

في عالم البوابات، كان فقدان الأشخاص أمرًا شائعًا.

نادراً… نادرًا جدًا، كان يعود بعضهم.

وهؤلاء عُرفوا باسم:

ناجي البوابات.

في مدينة سيول، وقف الصيادون أمام بوابة حديثة الظهور.

لم يكن الأمر مقلقًا؛ بوابة من تصنيف C لا أكثر.

لكن قبل أن يبدأ الغزو…

تغير لون البوابة.

من الأسود إلى… الأبيض.

ساد الذهول المكان.

"كيف صُفّيت؟ لقد ظهرت بالأمس فقط!"

"هل هذا طبيعي؟!"

وصل مفتشو جمعية الصيادين بسرعة لتقييم الوضع.

وفجأة…

تحركت البوابة.

خرج منها شيء.

استعد الجميع، ظانين أنه وحش.

لكن ما خرج…

لم يكن وحشًا.

كان فتى بشريًا.

ملابسه ممزقة، جسده مغطى بالدم والجراح.

يمسك بسيف تآكلت حوافه من كثرة المعارك.

كان طوله يقارب 180 سم، بجسد قوي البنية.

وجه وسيم، ملامحه توحي بالرقي والنبل…

لكن حالته كانت عكس ذلك تمامًا.

شعره أسود داكن، عيناه حمراوان.

ويبدو أن عمره لم يتجاوز العشرين.

خرج بخطوات مترددة، نظر أمامه، والصدمة ترتسم على وجهه.

"…مستحيل."

"بشر؟!"

لاحقًا، في جمعية الصيادين الكورية – غرفة الاستجواب.

جلس الفتى بهدوء بعد أن تلقى العلاج، وتناول الطعام، وارتدى ملابس نظيفة.

رغم غرابة المكان، لم يظهر عليه الذعر.

دخل المحقق بارك تشول وجلس مقابله.

غريب…

رغم أنه لا يتقن لغتنا، إلا أنه هادئ بشكل غير طبيعي.

متعاون… بل ذكي.

أخرج قطعة سحرية ووضعها على الطاولة.

"هذه أداة ترجمة."

نظر الفتى إليها، ثم ارتدى القطعة المقابلة دون تردد.

ضخ بارك المانا، وبدأت الأداة بالعمل.

"هل تسمعني؟"

"نعم… أستطيع. قطعة مذهلة. يبدو أن السحر متطور هنا."

ضحك بارك بخفة.

"ليست من صنعنا. إنها من آثار البرج."

نظر الفتى حوله بفضول.

"إذًا… توجد بوابات هنا أيضًا؟ يبدو أنني في عالم مختلف."

ثم رفع نظره بابتسامة هادئة.

"دع أسئلتي لاحقًا. أظن أن لديك الكثير لتسألني عنه."

"اسمك؟"

"جين. بلا اسم عائلة. عمري سبعة عشر عامًا."

"وسأختصر عليك السؤال."

ابتسم ابتسامة هادئة.

سبعة عشر فقط؟!

فكر بارك بدهشة.

"أخبرني بما حدث لك."

تنهد جين قليلًا.

"في عالمي، ظهرت البوابات أيضًا.

كانت النقابات وعائلات النبلاء تسيطر على كل شيء.

التكنولوجيا هناك… تعتمد على السحر فقط."

توقف فجأة، وأشار إلى جسم معدني على المكتب.

"لكن هذا… ما هو؟"

"هاتف."

"سنشرح لك لاحقًا."

تأمل بارك الفتى بصمت.

طريقته في الكلام… استنتاجه السريع…

ليس فتى عاديًا.

"هل أنت من عائلة نبيلة؟"

"لا."

"أنا مجرد فتى من الأحياء الفقيرة."

ضحك بخفة.

"لكن لا بأس أن تكون منفتح الفكر."

ثم تابع:

"دخلت بوابة. انفصلت عن الفريق… وانغلق المدخل."

"بقيت هناك قرابة عامين."

عامان.

"كانت البوابة شاسعة… عالمًا كاملًا."

"في البداية، كنت ضعيفًا. لا أملك سوى طريقة بسيطة لصقل المانا."

نظر جين إلى يديه.

"لكنني أردت النجاة."

"ثم… ظهر المخرج."

ساد الصمت.

عامان داخل بوابة…

وهذا الفتى لم ينكسر.

نظر بارك إليه بإعجاب خفي.

وهكذا…

بدأت قصة ناجي البوابة.

نهاية الفصل الأول.

More Chapters