كانت السماء رمادية، ثقيلة، كأنها تنتظر اللحظة نفسها.
الريح تداعب جدران الساحة الحجرية، تحمل رائحة الغبار والدم القديم.
كريستال وقفت في منتصف الساحة، فستان أحمر غامق يلتف حولها، يلمع تحت أشعة الشمس الباهتة كدمٍ يختلط بالنور.
الشعر الأشقر الطويل، كالحرير، انسكب على ظهرها، يغطي بعضًا من وجهها.
كانت ملامحها حادة، عيناها الثابتتان كبلورٍ شفاف، لكن في داخلهما نار لا يطفئها أحد.
شفاهها مرسومة على ابتسامة هادئة، ليس خوفًا، بل إدراكًا كاملًا لما سيحدث.
اللحظات الأخيرة
اقترب منها الحشد.
أصواتهم مكتومة، لكن عيونهم كانت تقول كل شيء: خوف، شفقة، كراهية.
همست كريستال لنفسها:
«يا إلهي… هل أنا مستعدة؟»
خطت خطوة نحو المنصة.
كل حركة محسوبة.
كل نفس ثقيل.
قالت بصوت منخفض، يسمعه فقط قلبها:
«لم أختر أن أكون هنا… لكني سأكون حاضرة».
H
رولان كان هناك، بعيدًا، عيناها تلتقي بعينيه للحظة قصيرة.
لم يقل شيء.
لكن نظراته كانت عبارة عن آلاف الكلمات غير المنطوقة: «أنا أحبك… حتى الآن».
مها كانت خلف الحشد، ممسكة بالدفتر والريشة.
تكتب كل شيء، حتى صمت أخيها، كل خفقة قلب، كل ارتجاف في اليد