Ficool

Chapter 3 - بداية الدراسة

كان ضوء الصباح ينساب بين نوافذ القسم الخشبية، فيرسم خطوطاً ذهبية على أرضية قديمة متشققة.

جلس الطلاب في مقاعدهم الأنيقة، أغلبهم يرتدون ثياباً مرتبة، وأحذية لامعة، وعيونهم مليئة بالثقة. في ذلك الركن، تركوا مقعداً فارغاً… وكأنه مخصص للغريب القادم.

خارج الباب، كان هانزو واقفاً يتردد.

شدّ على أطراف قميصه البالي، الذي اشتراه بمدخراته القليلة، وأخذ نفساً عميقاً. "سوف يسخرون مني… لكن ليس لدي خيار. يجب أن أقاوم"، فكر في نفسه.

دفع الباب بخطوات مترددة، وقبل أن يخطو داخل القسم، اصطدم بجسد ممتلئ اعترض طريقه.

التفت هانزو ليرى فتى سميناً ذا وجه مدور وشعر قصير، يحدّق فيه بازدراء.

– "أوه! من هذا؟ حتى في يومك الأول تبدو كالمتسولين!"، قال الفتى ضاحكاً وهو يتفحص ثياب هانزو.

ثم أضاف بصوت عالٍ ليسمع الجميع:

– "أخبرني، هل اشتريتها من القمامة؟"

انفجر معظم الطلاب ضاحكين، وترددت أصوات السخرية في أرجاء القسم.

هانزو أحنى رأسه للحظة، لكنه تمالك نفسه، ورفع نظره متحدياً، وإن كان قلبه يخفق بعنف.

وسط موجة الضحك، كانت هناك فتاة لم تشاركهم.

رين، بشعرها الأسود الطويل وعيونها الهادئة، جلست في الصف الأوسط دون أن تنطق بكلمة. اكتفى نظرها الصامت بإثارة فضول هانزو. "لماذا لم تضحك مثل الآخرين؟"

رفع المعلم صوته لإنهاء الضوضاء:

– "كفى! اجلسوا جميعاً. اليوم سنتعلم كيفية صناعة الطاقة السحرية."

ساد الصمت، وبدأ الدرس.

أخرج الطلاب أحجار تركيز سحرية صغيرة من حقائبهم، بينما تردد هانزو وهو يحاول استخدام واحدة قديمة متشققة وجدها في السوق بثمن زهيد.

بعض الطلاب أظهروا بسهولة شرارات من الطاقة الزرقاء، وآخرون ابتسموا بفخر.

أما هانزو… فجمع كل تركيزه، لكن ما خرج لم يكن سوى وميض ضعيف سرعان ما انطفأ.

همسات الاستهزاء عادت من جديد:

– "حتى الحجر يرفضه."

تجاهلهم بصعوبة، وعض على شفته محاولاً كتم انكساره.

حين رنّ جرس الاستراحة، اندفع الطلاب نحو الساحة الخارجية.

جلسوا في مجموعات يتبادلون الطعام والكلام، فيما كان هانزو يقف متردداً في الظل.

قرر أخيراً أن يقترب من رين، التي جلست وحدها تقلب كتاباً صغيراً.

– "مرحبا…" تردد صوته قليلاً.

رفعت رأسها تنظر إليه، قبل أن يقترب بعض الطلاب ليعلقوا ساخرين:

– "هل تظن نفسك جديراً بالتحدث معها؟"

– "انظروا، المتسول يحاول التقرب من رين!"

رين اكتفت بصمتها، لم تدافع عنه ولم تبتسم له، مما جعل الموقف أثقل عليه.

شعر هانزو أن كل العيون تحدق فيه، لكنه أجبر نفسه على الثبات. "لن أهرب. هذه حياتي الآن…"

في تلك اللحظة، كان ثورفين يراقب من بعيد.

ملامحه مشدودة، شيء في داخله يرفض رؤية هانزو في هذا المكان، لكنه لم يتدخل.

انتهى وقت الاستراحة، وعاد الجميع إلى مقاعدهم، تاركين هانزو مثقلاً بمزيج من الخجل والغضب المكبوت، ومع ذلك… بلمحة صغيرة من الفضول تجاه رين التي لم ينجح في فهمها بعد.

More Chapters