كانت الشمس قد بدأت تتوارى خلف قمم الجبال، والقرية الصغيرة تستعد لليلة هادئة. لكن في منزل متواضع عند أطراف القرية، جلس فتى في السادسة عشرة من عمره يحدّق من النافذة بصمت. كان اسمه هانزو، الفتى الذي يهمس الناس عنه في الخفاء بـ "ابن الشجرة الملعونة".
منذ ولادته، التصقت به تلك اللعنة. أمه ماتت بعد ولادته مباشرة، وقيل إن الشجرة القديمة التي وُلد تحت ظلها كانت مسكونة بروح مظلمة. لم يجرؤ أحد على قول ذلك علنًا، لكن العيون والنظرات كانت كافية ليشعر بأنه منبوذ.
في تلك الليلة، كان قلبه مثقلاً. غدًا يومه الأول في أكاديمية السحر، حيث يذهب أبناء النبلاء والفقراء معًا ليتعلموا أسرار الطاقة السحرية. حلم هانزو كان أن يغيّر صورته أمام العالم… لكنه كان يعرف أن ملابسه البسيطة وسمعته السوداء ستجعل الأمر صعبًا.
وقف والده بجانبه، رجل بسيط يمتلك مطعمًا صغيرًا في السوق، وضع يده على كتف ابنه وقال بصوت مبحوح:
– "تذكر يا هانزو… لا يهم ما يقوله الناس. ما يهم هو من تكون أنت حقًا."
أومأ هانزو، لكنه لم يستطع أن يخفي تردده. كان يعلم أن غدًا سيحمل له بداية مختلفة… بداية قد تغيّر حياته إلى الأبد.