الفصل الثاني
خرج مايكي من المدرسة وهو يغلي عاطفًا مما فعله بالخيانة. كان صوت سخرية زيف وأصدقائه ما زال يرن في أذنيه، لذلك اتجه إلى نقابات عازمًا على إثبات نفسه.
أمام لوحة المفاتيح، واخترناه على ورقة صغيرة:
اصطياد المدينة من الغابة الشرقية.
بالنسبة للمحاربين كانت المهمة تافهة، أما بالنسبة له فهي تحدي حقيقي. ابتسم بمرارة وهو:
"هل سيقولون أيضًا أنني سأنفذ هذه المهمة؟"
تم أخذ معدات مع تايجر نحو الغابة. بعد ذلك قطعت ضوء الشمس، والهدوء الموحش لم يسمع منه إلا وقع خطواتهما. ظل مايكي يسير بحذر، ممسكًا سيفه، بينما تايجر يراقب الظلال من خلفه.
توقّف أمام النفق الأسود، لم يير بداخله سوى مسافة خافتة من نفق بين بلاك. أدخل مايكي البثة وقال في نفسه:
"دائمًا ما يوجد الثعابين في الكهوف والأنفاق… ولنبدأ من هنا."
قبضته على سيفه، الطفل لتايجر، ثم أصبح قادراً على الوصول إلى داخل الظلام.
دخل مايكي إلى الكهف بخطوات بطيئة، وتايجر يزأر بهدوء خلفه وكأنه يحذّره من الخطر. الظلام في الداخل كان خانقًا، والهواء باردًا لدرجة جعلت أنفاسه تتكثف أمام عينيه. وبينما كان يتقدم، انبثق من الظلال وحش غريب، عيناه تتوهجان بالحمرة وجسده مغطى بالقشور الداكنة، ملامحه أقرب إلى الغيلان لكن حجمه أصغر وأكثر سرعة.
تراجع مايكي مذعورًا محاولًا العودة، لكنه اكتشف أن مدخل الكهف قد انغلق كليًا. قبض على سيفه بيد مرتجفة وهو يهمس لنفسه:
"لا طريق للهرب… عليّ أن أقاتل."
انقضّ الوحش بقوة، وضرباته العنيفة تزلزل الأرض، لكنها بطيئة بما يكفي ليتمكن مايكي من تفاديها. استغل الفرصة لقراءة حركاته، بينما كان تايجر يقفز بخفة ليشتت المخلوق. وفي اللحظة المناسبة، اندفع مايكي بكل قوته، ووجه ضربة حاسمة قطعت رأس الوحش وأسقطته أرضًا.
لم يكد يلتقط أنفاسه حتى ظهرت أمامه شاشة مضيئة في الهواء، كتب عليها:
"لقد أنهيت المهمة بنجاح. ارتفع مستواك. حصلت على 12 نقاط."
جمده الذهول، وعيناه تتسعان:
"شاشة؟… ما هذا؟!"
ورد صوت آلي بارد:
"أنا النظام. سأمنحك القوة وأكلفك بالمهام. مهمتك الحالية: إنهاء هذه المغارة."
ارتجف قلبه أكثر. "مغارة؟!" تمتم متوترًا. كان قد سمع قصصًا عن المغارات، أماكن لا يخرج منها إلا الأقوياء… لكنه لم يتخيل أن يقع داخل واحدة منها.
تابع النظام بصرامة:
"وزّع نقاطك على قدراتك."
فتحت أمامه قائمة بخمس خانات: القدرة الجسدية – قدرة السيف – الصحة – قوة الأيديا – القوة السحرية.
فكر لثوانٍ، ثم وزّعها: خمس نقاط على الحواس، ثلاث على السيف، ثلاث على الجسدية… وبقيت نقطة لم يستخدمها.
قبل أن يقرر ماذا سيفعل بها، اهتز المكان فجأة، ودوّى صوت ثقيل يقترب من أعماق الكهف… صوت خطوات وحش أكبر قادم نحوه.
لم تكن أصوات الخطوات وحشًا ضخمًا كما ظن مايكي، بل كانت مجموعة من الجولف الصغار يسيرون معًا خطوة بخطوة، وكأنهم جنود صغار يتبعون أوامر قائد خفي. وجوههم الشاحبة وأعينهم اللامعة جعلت قلب مايكي ينقبض، فيما زمجر تايجر بتحفّز إلى جانبه.
اندفع الجولف فجأة نحوهما، بسرعة تفوق توقعاته. رفع مايكي سيفه محاولًا التصدي، ففوجئ بأن جسده صار أسرع وأخف، وضربة سيفه أقوى من ذي قبل. كان يتفادى ضرباتهم بدقة غريبة، كأنه يشعر بحركتهم قبل أن يهاجموا، وفي كل مرة يصد فيها هجومًا، كان جسده يؤكد له أن النقاط التي وزعها بدأت تؤتي ثمارها.
بمساعدة تايجر، الذي أخذ يقذف ألسنة من اللهب، تمكن مايكي من تمزيق صفوفهم واحدًا تلو الآخر، حتى انهار آخر جولف أرضًا. فجأة ظهرت أمامه شاشة شفافة كتبت عليها:
"لقد هزمت مجموعة الجولف. المكافأة: 30 نقطة."
ابتسم مايكي بانتصار، ثم بدأ بتوزيع النقاط: خمس للصحة، خمس لقوة السيف، خمس للقدرة الجسدية، وخمس لحواسه الخمس. بقي معه 11 نقطة، وضعها جميعًا على قوة الإيديا.
في لحظة خاطفة، تغيّر شكل تايجر. لم يعد أسدًا قصير القامة كما كان، بل أصبح أضخم حجمًا، لبدته مشتعلة باللهب، وعلامة اللهب على جبينه صارت تتوهج بقوة. حتى عيناه أخذتا تطلق شرارات نارية، وزيه بدا أشبه بسيف مشتعل يتحرك بروح حية.
بينما كان مايكي يحدّق فيه بدهشة وسعادة، انشق الظلام عن ظل مخيف. خرج مخلوق ضخم أشبه بقرد أسود، عيناه تتوهجان باللون الأحمر، أنيابه بارزة ومخالبه فولاذية تخدش جدران الكهف وهو يقترب. كان يضحك ويصفق بيديه بقسوة، ثم قال بصوت ساخر:
"رائع… رائع… يا لك من فتى مدهش! تمكنت من هزيمتهم جميعًا… أنت وهذه القطّة الصغيرة."
ثم توقف على بعد خطوات، وانحنى قليلًا وهو يحدّق فيهما بابتسامة مشؤومة.