Ficool

Chapter 5 - الفصل الخامس : بين الشك والصمت

الجناح الشرقي في مبنى الأكاديمية كان أكثر هدوءًا من المعتاد.

لا أحد يصرخ.

لا أحد يضحك.

حتى أصوات الخطى على الأرضية الرخامية بدت مكتومة، كأن الممرات نفسها ترفض أن تزعج الصمت.

**

ديفد جلس وحده على سريره في عنبر النقاهة، كتفه ما زال ينزف ببطء تحت الضمادة.

الرائحة المعدنية للدم امتزجت برائحة الأعشاب الطبية، والضوء الخافت من النافذة الكبيرة رسم خطوطًا باهتة على وجهه.

كان يفكر.

(كل شيء بدأ يتغير. أنا داخل جسد ديفد كورماستون، والآن عليّ أن أعيش في عالم لا يرحمني، لا يغفر لي، ولا يعرف حتى أنني… لست هو.)

أغمض عينيه للحظة.

عاد به عقله إلى الوراء.

لمشهد ليون وهو يرفع سيفه.

إلى الأرض الباردة التي اصطدم بها كتفه.

إلى أنفاسه المتقطعة، والعرق الذي تسرّب من جبينه وهو يتظاهر بالقوة.

كل ذلك… كي يثبت للمجلس أنه "مستقر".

**

الجناح الشرقي في مبنى الأكاديمية كان أكثر هدوءًا من المعتاد.

لا أحد يصرخ.

لا أحد يضحك.

حتى أصوات الخطى على الأرضية الرخامية بدت مكتومة، كأن الممرات نفسها ترفض أن تزعج الصمت.

**

ديفد جلس وحده على سريره في عنبر النقاهة، كتفه ما زال ينزف ببطء تحت الضمادة.

الرائحة المعدنية للدم امتزجت برائحة الأعشاب الطبية، والضوء الخافت من النافذة الكبيرة رسم خطوطًا باهتة على وجهه.

كان يفكر.

(كل شيء بدأ يتغير. أنا داخل جسد ديفد كورماستون، والآن عليّ أن أعيش في عالم لا يرحمني، لا يغفر لي، ولا يعرف حتى أنني… لست هو)

**

الغرفة كانت صامتة.

ضوء الشمس يتسلل عبر النافذة العالية، ينعكس على الأرضية الرخامية ويصطدم بوجهه الباهت، لكن ديفد بالكاد شعر بشيء.

الضمادات تُغطي كتفه، والرائحة اللاذعة للأعشاب الطبية عالقة في أنفه.

كان جالسًا وحده، يتنفس بهدوء… ويفكر.

**

لم يكن الألم هو ما يشغله.

بل الهدوء.

ذلك النوع من الهدوء الذي يسبق العاصفة، ويجعلك تتساءل:

من أين ستأتي الضربة القادمة؟

**

القتال مع ليون لم يكن استعراضًا.

كان اختبارًا.

ولقد مرّ، بالكاد.

**

أصوات خافتة مرّت خلف الباب.

ضحكات مكتومة.

خطى سريعة.

ثم همسات.

لم يكن بحاجة لسماع الكلمات.

كان يعرف ما يقولونه.

كأن نظراتهم تسبقهم دائمًا.

**

(كورماستون تغيّر.

هل رأيتم كيف قاتل؟

هل كان خائفًا؟

أم… متألمًا؟

لكنه لم يصرخ.

لم يسب.

كان غريبًا.)

**

رفع نفسه ببطء، مشى نحو المرآة.

شعره الأبيض الطويل كان مبللًا بالعرق.

عيناه الأرجوانيتان تحدقان فيه بثقل، كأن فيهما شيئًا لا ينتمي إليه.

الندبة عند عينه اليسرى… تذكّره كل مرة بمن هو.

**

(أنا ديفد كورماستون… لكنني لست هو.)

(ولا أحد يعرف، ولا أحد يجب أن يعرف.)

**

خرج من غرفة النقاهة في الصباح التالي.

الهواء كان بارداً، والممرات نظيفة أكثر من المعتاد، كأن الأكاديمية تُنظّف نفسها من آثار البارحة.

مرّ قرب بعض الطلاب، فابتعدوا عنه خطوة دون أن يشعروا بذلك.

لم يلتفتوا.

لم يحيّوه.

ولم يشتموه.

لكن أعينهم لاحقته، حتى بعد أن تجاوزهم.

**

الأساتذة لم يتحدثوا معه.

لكن وجوههم كانت أكثر تحفظًا من المعتاد.

ابتساماتهم الجليدية المعتادة… ذابت قليلاً، لتُستبدل بشيء يشبه الريبة.

لكن لا أحد قالها.

لا أحد اتهمه.

مجرد إحساس ثقيل يملأ الهواء.

**

جلس في قاعة المحاضرات الأولى.

كان الفصل قد بدأ منذ دقائق.

لكن المقاعد المجاورة له بقيت فارغة.

**

كان يعلم أن ديفد كورماستون الحقيقي كان مكروهًا، لكن هذا…

هذا شعور مختلف.

**

الطلاب الذين اعتادوا التحديق فيه بخوف… الآن ينظرون إلى الأرض.

أولئك الذين كانوا يهمسون باسمه كلما مرّ… يصمتون.

**

(إنهم لا يشكّون بي… لكنهم لا يفهمونني بعد. وهذا جيد.)

(اللايقين هو غبار التخفي الأفضل.)

**

دوّن ببطء على ورقة خفيفة أمامه:

"سأبقى داخل الظل. سأدعهم يظنون أنني مكسور…

وسأبني خطتي من تحت الرماد."

**

رفع رأسه.

كانت عيناه تلمعان تحت الضوء الخافت.

لا أحد عرف ما كان يفكر فيه.

.ولا أحد شعر أن الذي يجلس هناك… لم يكن ديفد كورماستون الحقيقي

الكاتب / معلومات حول الرواية 

1. 

الطبقية السحرية – تصنيف الموهبة

المجتمع بأكمله يحكم على الأفراد من خلال ما يُعرف بـ"تصنيف المانا الفطري"، وهو مقياس يحدّد مدى توافق الجسد والروح مع تدفّق المانا منذ الولادة.

الترتيب من الأضعف إلى الأقوى:

F → D → C → B → A → S → SS → SSS F: عادة ما يُنظر إلى أصحاب هذا التصنيف على أنهم "نفايات مانا"، بلا مستقبل يُذكر. ديفد كورماستون ينتمي إلى هذه الطبقة. C-B: طبقة المتوسّطين، وغالبًا ما يتجه أصحابها إلى الوظائف الإدارية أو العسكرية الأقل شأنًا. A: طبقة النخبة من العامة، قد ينجح بعضهم في دخول الأكاديمية أو خدمة أحد النبلاء. S–SS: يُعامل أصحاب هذه الموهبة ككنوز وطنية، غالبًا ما يتم تجنيدهم بالقوة أو منحهم ألقابًا شرفية. SSS: نادرون جدًا. يُعتقد أن ولادتهم علامة من السماء، وغالبًا ما يُسيّسون أو يُخضعون لرقابة صارمة.

2. 

الطبقية العائلية – النسب والدم

إلى جانب الموهبة، يلعب النسب دورًا مركزيًا في هيكلة المجتمع.

العائلات الملكية الأربع الكبرى: عائلات تتحكم في مفاصل المملكة، وتملك تاريخًا طويلًا من التقاليد والسلطة. أبناء هذه العائلات عادة ما يتمتعون بتعليم خاص منذ الطفولة، بغض النظر عن تصنيفهم. العائلات النبيلة الصغرى: تسعى دائمًا للحفاظ على مكانتها من خلال تزويج أبنائها للعائلات الكبرى أو عبر التفوق الأكاديمي. العامة: يُطلق على معظم الناس هذا اللقب، وغالبًا ما يكونون خدمًا أو مزارعين أو جنودًا. لا يُسمح لأحدهم بدخول الأكاديمية ما لم تكن موهبته عالية جدًا (عادة من فئة S فما فوق).

3. 

الطبقية الأكاديمية – داخل الأكاديمية نفسها

حتى بين الطلاب داخل أكاديمية السحر الأولى، تظهر الطبقية بشكل فجّ:

الصف الأول: يضم أبناء النبلاء والطلاب من تصنيف A وأعلى. يحصلون على غرف خاصة، مواد تدريبية أفضل، وحتى معلمين خصوصيين. الصف الثاني: العامة من أصحاب التصنيف المتوسط، يخضعون لتدريب جماعي صارم، ويُستخدمون غالبًا كحطب تجارب. المنبوذون: أمثال ديفد، الذين يُسمح لهم بالبقاء فقط لأسباب سياسية (أو في حالته، لأن عائلته قريبة من العائلة الملكية). يتعرضون للمراقبة، التهميش، والاحتقار الصريح من الطلاب والأساتذة.

4. 

التمييز في القانون والتعليم

أصحاب الموهبة العالية قد يُعفون من العقوبات القانونية "إن لم تكن جريمتهم خطيرة"، في حين يُعاقَب العامة بشدّة. مناهج التعليم تختلف: النخبة تتعلم سحرًا نادرًا، بينما العامة لا يُسمح لهم حتى بقراءة كتب السحر المحرّم. هناك مدارس خاصة بالعامة لتعلم "المانا العملية"، بينما تحتكر الأكاديميات الكبرى أسرار السحر الحقيقي.

5. 

القوة الاجتماعية والسياسية

التحالفات السياسية غالبًا ما تتم عبر الزواج بين العائلات ذات التصنيف العالي، وغالبًا ما يُستخدم أصحاب التصنيف SSS كورقة سياسية. توجد منظمات سرّية من العامة أو المنفيين، تسعى لإسقاط هذا النظام الطبقي، لكن أغلبها يُدمر قبل أن ينمو

More Chapters