Ficool

Chapter 2 - بداية مختلفة

دخلت السنة الثانية في الثانوية بعقل أكثر هدوءًا ونظرة مختلفة. بعد أن كدت أعيد السنة، قررت أن أبدأ هذا العام بجدية أكبر، وأن أركّز على نفسي، وعلى مستقبلي، وعلى كل ما يمكن أن يمنحني شعورًا بالإنجاز.

لم أعد أسمح لأي شعور مشتّت أن يسيطر عليّ. ولم أرغب في الدخول في أي علاقة، حتى لو كان الأمر لا يتعدّى إعجابًا عابرًا. كنت أرى معظم العلاقات من حولي قصيرة وسطحية، تبحث عن المتعة أكثر من الصدق، ولا تشبه ما كنت أبحث عنه، إن كنت أبحث عن شيء أصلًا.

مع مرور الأسابيع، تمكنت من تحقيق نتيجة جيدة في الفصل الدراسي الأول، نتيجة ضمنت لي الابتعاد عن خطر الإعادة هذه المرة. شعرت براحة كبيرة رافقتني فيما تبقّى من السنة الدراسية، وكأن عبئًا ثقيلًا قد أزيح عن صدري.

لكن تلك الراحة لم تكن كاملة. بدأت ألتفت إلى نفسي أكثر، وأطرح أسئلة لم أكن أسمح لها بالظهور من قبل: لماذا ما زلت وحيدًا حتى الآن؟ ولماذا لم تكن لي حبيبة، على عكس البقية؟

صحيح أنني لم أدخل في أي علاقة من قبل، رغم أنني كنت قادرًا على ذلك، لكن كان هناك سبب ما يمنعني. سبب لم أستطع فهمه، ولا إيجاد تفسير واضح له.

في تلك الفترة، كانت هناك زميلة في قسمي، لا أعرفها جيدًا ولم أتحدث معها من قبل. في أحد الأيام، وصلتني منها رسالة تخبرني فيها أنها تحبني، وأنها ترغب في الدخول معي في علاقة.

في تلك اللحظة، قلت في نفسي إن الأمر ليس غريبًا، فمعظم من أعرفهم يعيشون علاقات مشابهة. لكن بعد وقت قصير، استوعبت شيئًا غيّر نظرتي كليًا. أدركت أن قلبي وأخلاقي لا يسمحان لي بأن أقول لفتاة إنني أحبها، وأنا لا أحمل لها هذا الشعور فعلًا.

لذلك قررت رفضها بطريقة محترمة، دون إحراج أو قسوة. كان قرارًا هادئًا، لكنه حاسم. وبهذا، وجدت إجابة للسؤال الذي ظل يرافقني طويلًا، وأدركت السبب الذي جعلني أبقى وحيدًا كل تلك الفترة.

أكملت سنتي الدراسية بشكل طبيعي، دون أي تغيّر كبير. وتفرغت لأشياء أخرى، كالرياضة، والاهتمام بنفسي، وأمور وجدت فيها توازنًا وراحة أكبر.

وهكذا، مضت تلك السنة بهدوء، ظاهريًا على الأقل، بينما كنت أجهل أن ما تجاهلته طويلًا لم يكن قد انتهى بعد.

More Chapters