بعد الأكل، لاحظت ندى أن مشرف المنح الدراسية يقترب بخطوات ثابتة، والطلاب يتبعونه مثل قطيع صغير يستعد لرحلته الأولى.
وخاطبهم قائلا:
أيها الطلاب، هذه رحلة طويلة. احتفظوا بجوازات سفركم وابقوا مع المجموعة عند وصولكم. أنتم مسافرون للدراسة من أجل مستقبلكم، وليس للسياحة.
أومأ الطلاب برؤوسهم عندما بدأت قطرات المطر تنقر على زجاج المطار.
ثم لاحظت نادا أن نوح ينظر إلى قلادة ريم بغرابة.
اقتربت منه.
"ما بك؟ لماذا تنظرين إلى ريم هكذا؟"
احمر وجه نوح.
لا، ليس كما تظنين... قلادتها... كانت متوهجة. أقسم أنني رأيتها.
ضحكت ندا.
ماذا إذن؟ هل أصبحت القلائد مصابيح الآن؟
نوح: "ليس هذا فحسب، بل أشعر وكأنني رأيته من قبل... في كتاب قديم."
نادا دارت عينيها.
"ربما تحتاج إلى النوم قبل أن يبدأ عقلك بالتدخين."
لقد ضحكوا، لكن عينيه بقيت ثابتة على العقد، وكأن شيئًا بداخله يناديه.
عادت ندى إلى ريم.
ريم: "هل نوح خطيبي المستقبلي؟ يبدو مغرمًا به."
نادا: "اصمتي... لقد قال أن قلادتك متوهجة وقد رآها في كتاب."
نفخت ريم عليه ساخره.
هذا؟ مجرد حجر معلق بخيط. أعطتني إياه العجوز.
ندى: "إنه مهووس بالتحف. ربما يظن أنك خرجت من قبر فرعون."
هزت ريم كتفيها.
وجاء في الإعلان:
انتباه أيها الركاب... بدأ الصعود على متن الرحلة 3A92 المتجهة إلى بكين. يرجى التوجه إلى البوابة 12.
انتشر الحماس بين الطلاب - ضحك، ثرثرة... باستثناء نادا، التي تشنج وجهها.
ريم: "ما بك؟ سأشتري لك شطيرة عندما نهبط."
ندى: "ليس جوعًا... لديّ شعور سيء فقط. كأنّ شيئًا عظيمًا قادم."
ربتت ريم على ظهرها.
ستكون بخير. سنهبط... وستشكرني لاحقًا.
لكن خطوات ندى ازدادت ثقلًا. ساندتها ريم.
إذا كنتَ مريضًا، يُمكننا تأجيل الرحلة. صحتكَ أهم من ألف منحة دراسية.
نادا: "لا، لن أتراجع. مجرد توتر."
جلسوا. حدّقت نادا في قطرات المطر التي تتساقط على النافذة، قطرات تتسابق مع بعضها البعض.
"الطقس سيئ... ربما لن ننطلق..."
ريم: لا تقلق، إنه مجرد مطر.
ملأ صوت القبطان الهادئ المقصورة:
أيها السيدات والسادة، الجو ماطر، لكن الإقلاع آمن. يُرجى ربط أحزمة الأمان.
همست ريم:
"صوته جميل... ربما أقع في حبه قبل أن أراه."
ندى: "أنت مجنون."
ضحكوا. فتحت ريم روايتها "جوهرة الصيد".
نادا: "ما زلت تقرأ هذا؟ ستنتهي منه قبل أن نصل."
ريم: "كيف أتوقف؟ القصة تجذبني أقوى من هذا العالم."
المطر... السحب... الظلام يضغط على النافذة.
ثم-
ومضة من البرق مزقت السماء.
كسر-
