Ficool

Chapter 1 - دخول بارك العالم الاخر

مفاجأة كان يفوق الخيال: جزيرة هادئة، شاطئ أبيض ناصع، نسيم عليل يلامس وجهه، وسماء صافية بلا غيوم. الجلسة بارك مبتسمًا، ويحدد نفسه: "لو كان هذا المكان لي... بعيدًا عن البشر ووضأهم... لكنت تأكلت، وغفوت تحت الشمس، حتى أنسى العالم."

رنّ صوت المنبّه فجأة، الذي تناوله صفعة أيقظته من حلم جميل. "تبا… مجرد حلم."

نهضة متسارعة. في انتظاره، ولا وقت للعمل. والآن في شركة وأصبح الأسلحة والبراء والأدوية لا تعرف الرحمة، ولكنه مضطر إليها: أمه على سرير المستشفى، وأخته الصغيرة لولو تحتاج لمصاريف المدرسة. ويجبره الحياة أن يكون صعبا مما يحتمل.

فتح الباب، فظهرت لولو بابتسامتها الطفولية:

– "صباح الخير يا بارك."

- "لولو؟! أليست لديك مدرسة؟"

– "يوم عيد ميلاد صديقتي المقربة... أريد مالاً لأشتري هدية لها. ألفي فقط!"

زفر بارك وهو يمدّ مالي: "ألفان؟! … خذي، لكن اذهبي بسرعة."

ابتسمت بعفوية: "كم أحبك! إلى اللقاء!"

غادر الباب خلفها، وتمتم في ضيق: "لم يتبق مع خمسمائة وان… ما العمل الآن؟"

وفجأة… سطع أمامه ضوء أبيض حاد، نظر إلى السماء انفتحت دفعة واحدة. أمسك وهو يصرخ: "رأسي… سيـنفجر!"

وعندما فتح، وجد نفسه في مكان آخر. تعيش شاهقة، أصوات مجهولة، ورائحة أرض مبطلة. خفض نظره إلى جسده؛ كان صغيرًا، ضعيفًا… لا يتجاوز الثاني عشر. لمستيداه وجهه بربك، وخرج صوته الطفولي مرتجفًا: "لا… هذا ليس أنا… ما الذي يحدث؟!"

مد يده إلى جيبه بقلق، فتفاجأ أن هاتفه ما يزال معه. لا يزال الصداق: "الحمد لله… سأتصل بلولو."

لكن الهاتف انبعث منه صوت غامض، عميق ومهيب:

"لقد اخترتك… وقت تحديد مصيرك: مستكشف، حاكم، أم قرصان."

تسعت عيناه: "ماذا؟! أي جنون هذا؟!"

وفجأة دوى صراخ قدس من بين الأعمال: "احترس! خلفك!"

استدار بارك بسرعة، ليرى أسدًا هائلًا يقفز نحوه. قفزة بخوف، صرخة: "لااا…!"

ارتجت الأرض تحت تأثير خطوات هائلة، وظهرت غامضة ومتنوعة من أي إنسان عادي. اخترق السكون وميض سيف، شطر الهواء وأسقط الوحش العملاق بضربة واحدة.

تجمّد بارك في مكانه، أنفاسه متقطعة، قلبه يكاد يخرج من صدره. "من... هذا الرجل؟!"

جاء نحو بثقة وهو يلتفته: "أنا مارون... مستكشف من الدرجة أ. وهذا الطاقمي. دعني أعرفك بهم."

قال مارون وهو يشير إلى رفاقه واحدًا تلو الآخر:

– "هذا نائبي كينغو، مقاتل من الرتبة A. وذلك القنّاص في الخلف، مصنّف C. أما ذاك الهادئ… فهو المعالج، مصنّف S."

اتسعت عينا بارك بدهشة، قلبه كاد يقفز من مكانه:

– "رتبة S؟! لم أسمع بشيء أعظم من ذلك… مذهل!"

لكنه تردد لحظة قبل أن يسأل بخجل:

– "ما الفرق إذن… بين المستكشفين والحكومة والقراصنة؟"

ابتسم مارون ابتسامة غامضة، وكأنه يخفي أكثر مما يقول:

– "سؤال لا يُجاب عليه وسط الغابة. تعال، سأريك مكانًا أفضل."

ثم التفت إليه وهو يخطو للأمام:

– "بالمناسبة… ما اسمك؟"

– "أنا بارك."

– "تشرفنا يا بارك. تذكر هذا الاسم جيدًا، ستسمعه يتكرر كثيرًا من الآن فصاعدًا."

قادهم مارون إلى مبنى خشبي صغير، تتسلل منه رائحة القهوة الممزوجة برائحة الخشب العتيق. كان المكان هادئًا بشكل غريب، كأنه يخبئ قصصًا لا تنتهي.

رفعت امرأة شابة رأسها عن الطاولة حين دخلوا، ولوّحت لهم بابتسامة عريضة:

– "مرحبًا يا رفاق. كيف حالك يا مارون؟"

ابتسم مارون ابتسامة دافئة هذه المرة:

– "بخير يا تشون، كالمعتاد."

سرعان ما التقطت تشون بعينيها ملامح بارك، وأشارت نحوه باستغراب:

– "ومن هذا الطفل؟"

انتفض بارك غاضبًا:

– "أنا لست طفلًا! لقد بلغت الثانية عشرة تقريبًا!"

ضحكت تشون بصوت عالٍ، ضحكة ملأت المكان بخفة:

– "ههههههه! أوه، يا لك من مضحك!"

مارون أشار إليه دون أن يفقد هدوءه:

– "اسمه بارك. وجدناه للتو."

خطا كينغو إلى الأمام، عيناه تلمعان بالفضول:

– "ومن أين جئت يا فتى؟"

تردد بارك للحظة، ثم قال بصوت خافت:

– "لا أتذكر… شعرت بالتعب، غفوت، وحين استيقظت كنت هنا. ربما فقدت ذاكرتي. هل يمكنكم مساعدتي لفهم هذا العالم؟"

مارون أطلق ضحكة قصيرة:

– "هاه… هذا يفسر خوفك من ذلك الأسد الضعيف."

شهق بارك بدهشة:

– "ضعيف؟! لقد كان وحشًا هائلًا!"

مارون جلس بهدوء على مقعد خشبي، وأسند ذراعه إلى الطاولة:

– "ضخم، نعم… لكنه مجرد حيوان عادي. في هذا العالم، الوحوش نوعان: عادية وسحرية. العادية قد تكون عملاقة لكنها محدودة القوة. أما السحرية… بعضها أصغر من قطة، ومع ذلك يمكنها إبادة كتيبة كاملة."

ابتلع بارك ريقه بصعوبة، ثم أخرج كتابًا صغيرًا من جيبه، وبدأ يدوّن كل كلمة بعصبية.

رفع مارون حاجبه بدهشة، صوته انخفض قليلًا:

– "كتاب؟ من أين حصلت عليه؟"

– "وجدته أمام المقهى."

مارون صمت لحظة، وكأن تفكيرًا غامضًا مرّ في ذهنه، قبل أن يقول:

– "لا بأس. المهم أن تفهم أمرًا واحدًا: هذا العالم لا يعترف إلا بالقوة… المال وحده لا يكفي، بل هو ظلّ للقوة."

ساد صمت ثقيل لثوانٍ، حتى تابع مارون بلهجة أشد صرامة:

– "أما عن سؤالك حول الفرق بين الحكومة والمستكشفين والقراصنة… فاستمع جيدًا: القراصنة نوعان، منهم من يسعى للدمار، ومنهم من يطلب الحرية. الحكومة تدّعي أنها رمز العدل، لكنها تعج بالفاسدين. أما نحن المستكشفين… فنقف في الظل، نطارد القراصنة الأشرار ونفضح فساد الحكومة. وهذا يجعلنا أعداء الجميع."

عيون بارك اتسعت أكثر فأكثر، وكأن أبوابًا جديدة تُفتح أمامه:

– "يعني… أنتم ضد الجميع؟"

مارون ابتسم ابتسامة باردة هذه المرة، وعيناه تحملان بريقًا غامضًا:

– "يمكنك قول ذلك… لكنك لن تفهم حقًا إلا عندما يحين الوقت."

More Chapters