Ficool

Chapter 3 - الفصل الثالث: طريق الخلود الحقيقي

الفصل الثالث: طريق الخلود الحقيقي CG

بعد أن تفحص توم نافذة إحصاءاته الجديدة، شعر بسعادة كبيرة لأنه أصبح يفهم جسده بشكل أفضل. ومع ذلك، كان هناك أمر واحد يثقل كاهله.

لم يكن هذا الأمر سوى الموت. كيف لرجل واجه الموت يوميًا أن يتقبله؟ وكيف لمن هرب من قبضته ونجا، أن يقبل أنه كيان فان؟

طلب توم من نور تعديل نافذة الإحصاءات بإضافة قسم جديد خاص بالمهام. كان الهدف من ذلك متابعة أهدافه وتعزيز دوافعه. ورغم ذلك، ألم يكن شبح الموت الماثل أمامه أكبر دافع يمكن أن يحفزه؟

بعد الانتهاء من تعديل النافذة، قرر توم استخدام ميزة المهام الجديدة. طلب من نور بصوت يحمل شيئًا من الحماس: أضيفي المهمة الرئيسية: طريق الخلود الحقيقي.

ورغم أن هذا بدا خطوة كبيرة نحو تحقيق الخلود، كان توم يدرك أنه لا يعرف من أين يبدأ أو إلى أين يذهب للحصول على الإجابات التي يريدها.

في هذه اللحظة الكئيبة، تذكر توم قولاً مأثوراً: "لتحقق ما لم تملكه من قبل، عليك أن تفعل ما لم تفعله من قبل." الخلود كان حلماً لطالما سعى وراءه الكثيرون، لكن لم يحققه أحد.

على الأقل، هذا ما كان يعرفه. لذا، إذا أراد تحقيقه، فسيتعين عليه أن يسلك طريقًا لم يطرقه أحد من قبل.

قرر توم أن يطلق اسمًا على ذلك المكان الذي حدثت فيه المعجزة، حيث اندمج وعيان مختلفان. سماه فضاء الروح.

إطلاق اسم على فضاء الروح كان أمرًا رائعًا، لكن كيف سيتمكن من دخوله مجددًا؟ ذلك المكان لم يكن مخصصًا لعين الإنسان الفانية؛ لم يعرف عنه إلا بالصدفة.

سأل توم نور إن كانت قد التقطت أي إشارة فريدة أو شيئًا قد يساعده في دخول فضاء الروح مرة أخرى، مع أمل ضعيف بأن تكون مجرد مصادفة غير متوقعة.

على نحو مفاجئ، أكدت نور أنها التقطت إشارة فريدة من ذلك الفضاء، قد تمكن توم من دخوله مجددًا واستكشافه هذه المرة بوعي كامل.

عاد توم إلى غرفة العمليات التي شهدت اندماجه مع نور سابقًا، لكن هذه المرة كان له هدف مختلف. فضاء الروح الذي دخله صدفة، سيحاول الآن الدخول إليه بهدف واضح: كشف أسرار قد تعينه على طريق الخلود.

وصل توم السائل المغذي المتبقي بمجرى دمه، ثم استلقى على السرير ذاته مجددًا وأصدر أمره: نور، شغّلي الإشارة التي سجلتها.

حالما أصدر توم أمره، بدأت نور في بث إشارة غامضة بدا صوتها وكأنه مزيج من الكلمات الرمزية: "من عالم السماوات إلى المسكن الأرضي، انطلقت دعوة الباحثين الغامضة. باب غير مرئي، مكدس بالأسرار، يكشف مساره لمن أطالوا الأمل."

مع بدء الإشارة، اجتاحت توم آلام مألوفة تشبه تلك التي عاناها أثناء الاندماج، لكنها كانت أقل حدة هذه المرة. الجيد في الأمر أن توم فقد وعيه بعد فترة قصيرة من الألم ودخل مكانًا محاطًا بسماء زرقاء وبحر أزرق.

ما هذا المكان؟ إنه فضاء الروح الخاص بتوم. ورغم أنه بدا مختلفًا عن المرة السابقة—فالشروخ التي ملأت السماء أثناء الاندماج اختفت—إلا أن توم شعر بأن فضاء روحه أصبح أقوى قليلًا.

ورغم أن هذا التحسن لم يكن كبيرًا، إلا أن هذا المكان يحمل جوهره، لذا كان شعوره بزيادة قوته أمرًا غريزيًا.

لم يكن توم يعرف إلى أين يذهب؛ بعد كل شيء، هذه هي المرة الثانية فقط التي يدخل فيها فضاء الروح. ومع ذلك، قرر السير في خط مستقيم لساعات، أو هكذا خُيّل له، متبعًا شعورًا غريبًا بأن هناك مكانًا ما يناديه.

وأثناء رحلته، ظل توم ينظر حوله، آملًا أن يرى شيئًا آخر غير البحر الأزرق والسماء الزرقاء. خطوة تلو الأخرى، كانت الرحلة شاقة. شعر وكأنه يخضع لاختبار من كيان غامض، إذ لاحظ أن طاقته الذهنية تنفد تدريجيًا.

قالت نور بصوتها الآلي: قد يكون من الأفضل الخروج من فضاء الروح والعودة إليه لاحقًا عندما تتعافى طاقتك الذهنية.

لكن توم كان يعلم أن هذا آخر ما يجب عليه فعله. لم يكن مستعدًا للتخلي عن فرصة تحقيق الخلود. لذا أجاب نور: عطّلي نظام التحذير مؤقتًا.

ردت نور: [مفهوم.][حالة نظام التحذير: معطل.]

استمر توم في السير رغم كل الصعوبات، معتمدًا على إرادته الحديدية التي صقلتها سنوات من المعاناة والألم بسبب مرضه.

بعد ما بدا كأنه ساعات أو حتى أيام، رأى توم شيئًا جديدًا. أخيرًا، شيئًا غير الماء والسماء. رأى بناءً غريبًا على شكل برج يشبه الباغودا. كان البرج مكونًا من تسعة طوابق، ولوح خشبي مهترئ بدا وكأنه أقدم من البرج نفسه، مع كلمات منقوشة عليه بلغة غريبة.

قرأ توم الكلمات، وفجأة بدأت معانيها تتدفق إلى عقله: "يرحب سيد التناسخ بوجودك لتلقي إرثه."

هذا المفهوم يبدو مستحيلًا، لكن توم تذكر أنه تعافى من مرض مستعصٍ بفضل الاندماج ووجد فضاء الروح. إذا كان ذلك ممكنًا، فلماذا لا يكون وجود سيد التناسخ ممكنًا أيضًا؟

قرر توم أنه لن يشكك أبدًا في أي شيء غير مألوف طالما أن الواقع قد أثبت وجوده.

دون تردد، خطا توم إلى الباغودا، ودفع الأبواب الهائلة. رغم أنها بدت وكأنها جبل صلب، إلا أنها فتحت بسهولة، مما جعله يظن أنها لم تُفتح بسبب قوته.

بمجرد دخول توم، اشتعلت النيران في الغرفة، وتحولت إلى مشهد لفتى صغير بشعر أحمر وعيون تشبه أعين القطط. تحدث الفتى بصوت رقيق: أرحب بك يا توماس بلاكوود في البرج الأخير الذي تركه سيد التناسخ. أرحب بك في باغودا التناسخ.

More Chapters