كانت المدينة س صامتة إلا من خفقات خطوات ليلى على الأرض الحجرية.
لم تكن تعرف إلى أين تذهب، لكن الخريطة التي ظهرت في المرآة كانت الآن منقوشة على صفحة الكتاب الذي تحمله، وكلما خطت خطوة، أضاء جزء جديد منها بلون أزرق بارد.
فجأة، سمعت صوتاً خافتاً خلفها.
التفتت، فرأت طفلاً صغيراً، شعره فضيّ كضوء القمر، يحمل قلادة تلمع كالشمس.
قال الطفل بصوتٍ غامض:
"أنتِ الحاملة الثانية للنور… لكن المفتاح ليس بيدك بعد."
اقتربت منه ليلى وسألته:
"عن أي مفتاح تتحدث؟"
ابتسم وقال:
"في هذه المدينة ثلاثة مفاتيح:
🔹 الأول يفتح باب الذاكرة.
🔹 الثاني يوقظ الزمن.
🔹 والثالث… يحرّر الحقيقة."
ثم أشار إلى برجٍ بعيد يتصاعد منه ضوء خافت:
"هناك، في قصر الظلال، يحتفظ الملك بالمفتاح الأول."
قبل أن تسأله المزيد، اختفى الطفل في الهواء تاركاً وراءه القلادة فقط.
حين أمسكتها ليلى، شعرت بحرارة غريبة تملأ جسدها، والكتاب في يدها بدأ يقلب صفحاته من تلقاء نفسه.
توقّف عند صفحة جديدة كُتب فيها بخط متوهّج:
"الرحلة بدأت… لا عودة بعد اليوم."
رفعت ليلى رأسها نحو القصر البعيد وقالت في نفسها:
"إذا كانت الحقيقة خلف الظلال… فسأدخلها بنوري."
ومضت في طريقها، بينما الظلال بدأت تتحرك على الجدران كأنها تراقبها.